فصل: (الموازين)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **


 ‏(‏الموازين‏)‏

الموازين جمع ميزان، وهو لغة‏:‏ ما تقدر به الأشياء خفة وثقلًا‏.‏

وشرعًا‏:‏ ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد‏.‏

وقد دل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ‏}‏ ‏[‏سورة المؤمنون، الآيتان‏:‏ 102، 103‏.‏‏]‏، ‏{‏وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ‏}‏‏[‏ سورة الأنبياء، الآية‏:‏ 47‏.‏‏]‏‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم‏)‏ متفق عليه ‏[‏رواه البخاري، كتاب التوحيد ‏(‏7563‏)‏، ومسلم، كتاب الذكر ‏(‏2694‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت ذلك‏.‏

وهو ميزان حقيقي، له كفتان، لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صاحب البطاقة قال‏:‏ ‏(‏فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة‏)‏‏.‏ الحديث رواه الترمذي وابن ماجه‏.‏ قال الألباني‏:‏ إسناده صحيح ‏[‏سنن الترمذي، كتاب الإيمان ‏(‏2639‏)‏، ومسلم، كتاب الزهد ‏(‏4300‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

واختلف العلماء هل هو ميزان واحد أو متعدد‏؟‏

فقال بعضهم‏:‏ متعدد بحسب الأمم، أو الأفراد، أو الأعمال؛ لأنه لم يرد في القرآن إلا مجموعًا وأما إفراده في الحديث فباعتبار الجنس‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ هو ميزان واحد؛ لأنه ورد في الحديث منفردًا، وأما جمعه في القرآن فباعتبار الموزون وكلا الأمرين محتمل‏.‏ والله أعلم‏.‏

والذي يوزن العمل، لظاهر الآية السابقة والحديث بعدها‏.‏

وقيل‏:‏ صحائف العمل لحديث صاحب البطاقة‏.‏

وقيل‏:‏ العمل نفسه لحديث أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ اقرأوا‏:‏ ‏{‏فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا‏}‏‏[‏ سورة الكهف، الآية‏:‏ 105‏.‏‏]‏‏.‏ متفق عليه‏[‏رواه البخاري، كتاب التفسير ‏(‏4729‏)‏، ومسلم، كتاب صفة القيامة ‏(‏2785‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وجمع بعض العلماء بين هذه النصوص بأن الجميع يوزن، أو أن الوزن حقيقة للصحائف وحيث إنها تثقل وتخف بحسب الأعمال المكتوبة صار الوزن كأنه للأعمال، وأما وزن صاحب العمل فالمراد به قدره وحرمته‏.‏ وهذا جمع حسن والله أعلم‏.‏